الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
السعادة والعيش الرغد من أكثر الأشياء التي تطلبها النفس الإنسانية وتسعى إليها الطبيعة البشرية، وتدور حول فلَكها معظم الرغبات الآدمية.
ولا شك في أن السعي إلى السعادة الدنيوية مطلب محمود، لذا شرع الله لعباده -تفضلا منه ورحمة- شرائعَ وفصّل لهم أحكاما، لتقودهم ليس فقط إلى هذه السعادة الدنيوية، بل لتُحصِّل لهم الفوز بالسعادة الأبدية سعادة الآخرة
ومن هنا نجد أن علماءنا ذكروا في تعريفهم “للدِّين” أنه: (وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم المحمود لما فيه خير الدنيا والآخرة). (انظر إشارات المرام من عبارات الإمام ص٢١)
ومن أهم هذه الأحكام الشريفة والأوامر الربانية المنيفة التي جاء بها ديننا الحنيف هو بر الوالدين، فقد أمر الله سبحانه وتعالى ببرهما ووعد على ذلك الأجر العظيم في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة، وجعل الوالد باباً من أبواب الجنة، وسبباً من أسباب السعادة، فلماذا رتَّب الله كل ذلك الأجر على برّهما؟ وما هي أهمية بر الوالدين من الهدي النبوي؟ وماذا أعد الله للبارِّين من الثواب والسعادة في هذه الدار وفي تلك الدار؟ هذا ما سنسلط عليه الضوء في هذه الكلمات بعون الله تعالى.